امبارح لاقيت زوجتي جاية تزعق و تقولي إن البنات قالبين الصالة و لامين كل المخدات اللي في الشقة بتاعة السراير و الكنب و رمينها على الارض قالت لي : شوفلك صرفة معاهم .
روحت اشوف ايه الحكاية لاقيت البنات طبعا واقفين و حاطين عينيهم في الارض مستنيين إني هعاقبهم او ازعق لهم .. المشهد فعلا كان فوضى عارمة .. المخدات على الارض و رابطين حبل (عبارة عن ايشاربات و احزمة و اي حاجة ممكن تتربط) و رابطينه بطول الصالة بين كرسيين و المخدات مرمية تحته !!
ناديت البنت الكبيرة : ايه الحكاية يا هنا .. راميين المخدات كدة ليه ؟ و إيه الحبل دا ؟!!
البنت قالت لي : احنا بنعمل خيمة يا بابا و عاملين تذاكر و هنعزمكم انت و ماما عليها !!
قلت لها : طيب و راميين المخدات ليه كدة ؟!
قالت لي : ما هي دي المخدات اللي هتقعد عليها انت و مامي و هنقدم لكم الاكل و فقرة جمباز !!!
قلت لها : والرحلة دي هتتكلف قد إيه بقى ؟!
قالت لي : احنا عاملين فلوس هنديهالك علشان تقطع انت و مامي تذكرة و انتم داخلين !!
و فعلا لاقيت البنت مطلعة ورق ابيض مقطعاه شرايح على إنه فلوس يعني و كل ورقة كاتبة عليه فئة .. خمسة .. عشرة .. عشرين .. و اديتهالي .
قالت لي : يا بابي احنا هنلم كل حاجة حالا
قلت لها : لأ تلموا إيه ؟! .. أنا كنت عاوز اخرج ماما فعلا .. شوفوا هتجهزوا الخيمة امتى علشان نيجي انا و ماما نتفسح عندكم 🙂
البنت قالت لي و الفرحة هتنط من عنيها : اول ما تخلص الفيلم اللي بتتفرج عليه يا بابي هنبقى جاهزين .. خد بقى الفلوس علشان تقطع التذكرة و انت داخل .. و اديتني الورق الابيض فعلا .
طبعا كل دا و المدام واقفة تتفرج علينا و عمالة تبص لي و تضرب كف على كف .. بصيت لها و قلت لها : جهزي نفسك يا حبيبتي انا عازمك النهاردة في الخيمة اللي في اخر الصالة .. تقلي شوية علشان الجو برد 🙂
و فعلا .. خلصت الفيلم و روحت اخدت المدام من المطبخ و طلعنا على الخيمة .. البنت الكبيرة واقفة على باب الخيمة (اللي هو مخدة صغيرة) قطعت لنا التذكرة و هي بتبتسم و بتقول : اتفضلوا .. الاكل هيبقى جاهز حالا .
دخلت انا و المدام الخيمة .. قعدنا .. شوية و البنت الصغيرة جاية و بترص يوستفاندي و موز و برتقال و اي حاجة كانت في المطبخ جابوها لأن شوية كدة و لاقيتها جايبة بيضة مسلوقة كانت في التلاجة !!
.. (كانوا تقريبا عاملين اوبين بوفيه 🙂 )
المهم .. قعدنا .. الاكل اتقدم لنا .. و اتفرجنا على فقرة الجمباز .. و في نهاية البروجرام شكرنا الشيف و استدعيت مديرة الخيمة اللي هي البنت الكبيرة و شكرتها على البروجرام الهايل .. كل دا طبعا و المدام كانت بتشاور عقلها تتصل بمستشفى المجاذيب تيجي تشيلنا كلنا 🙂 .. بس الصراحة هي كانت مسلمة امرها لله و بتجارينا ..
اللعب مع اولادك مش رفاهية و لا حاجة ثانوية تعملها لما تبقى فاضي .. دي حاجة مهمة جدا .. انك متحبطهومش و لا توبخهم على كل تصرف يعملوه .. انت بكدة ممكن تقتل موهبة جواهم من غير ما تعرف ..
مش كفاية كمان انك تلعب معاهم بس .. لأ .. دا انت لازم تبقى عيل اوي و طفل اكتر منهم و انت بتلعب معاهم .. جاريهم في طفولتهم و تهورهم و هم بيلعبوا .. احرص انك لا توجههم و لا تديهم نصيحة و هم بيلعبوا .. لأن دا وقت لعب مش وقت نصايح .. النصيحة بييجي وقتها و بتاخد حقها تالت و متلت .. اتفرج عليهم و هم بيبتكروا و بيفكروا و كمان و هم بيغلطوا .. البنات عملوا مشروع تجاري من المخدات و حبل الايشاربات مكانوش هيحسوا بنجاحه إلا لو كنت تجاوبت معاهم و اخدت مجهودهم مأخذ جد .. و لاحظوا ان البنات كانوا مقدرين اني بعمل حاجة تانية .. بتفرج على فيلم .. و هي اللي قالت لي نبتدي بعد ما الفيلم اللي بتفرج عليه يخلص
مهما كنت مشغول و مهما كنت متضايق .. العب مع اولادك .. و استمتع و انت بتلعب كمان ..